top of page

يناقش الكتاب قصة شاب إماراتي كان أمامه خياران، أفغانستان ونيجيريا، فاختار أفغانستان لينتهي به المطاف في نيجيريا، إذ بصمة الإعلام المخيفة حول الأوضاع الصحية والسياسية تصنع تحدياً جديداً وتجربة لا تُنسى.

المدن كالنساء، ترحب بالقادمين، وتغازل الغرباء، تعانق أحاسيسهم الضائعة، وتلملم شتات غربتهم، وتجمع انبهارهم. المدن تعرف كيف يغرق المتعبون بحنينهم في الشتات، لاجوس بدأت بدفء حضنها منذ هبوط الطائرة وحتى انجراف السيارة في الزحام، وأنا أراقب الطرقات، أراقب السكان وأتجسس على كل تعابير وجوههم الضائعة في تعب الأيام، في الزحام، في قسوة العيش، وكأن كل الطرقات يزينها شجر البابايا تلوح لي من بعيد: أهلاً بك في لاجوس. لا أملك في حالات الإنبهار سوى أن أتذكر أو أنسى الصور الذهنية عن المكان، عن تفاصيله في عقلي وأحاسيسي التي كانت تسيطر علي لأنتقل إلى الواقع، إلى الحاضر بكل ما فيه، أركز على البائعين، على زوايا الطرقات، على الذين يحضرون الفطور للمارين على شكل وجبات يحملونها في أيديهم. حتى أن البيض المسلوق الموضوع في الأواني على رؤوس البائعين، يبدو مختلفاً في لاجوس رغم وجوده في أبوجا، لأن كثرة السكان هي زيادة في الطلب، أي زيادة في حجم الأواني التي تُحمل على الرؤوس لتسد الحاجات، والغريب في نيجيريا أن ماء الشرب يباع في أكياس في الطرقات، ويباع الفول السوداني في قناني الزجاج، كل شيء يجوز في نيجيريا، كما يقول الأصدقاء.

إماراتي في نيجيريا - طلال سالم

2٫200﷼Price
    bottom of page